لماذا بنيت الأهرامات المصرية على طول فرع الأحرامات المفقود منذ زمن طويل في نهر النيل؟
جان بارتيك – AncientPages.com – من المحتمل أن أهرامات مصر القديمة، بما في ذلك مجمع أهرامات الجيزة الشهير، قد تم بناؤها على طول فرع مدفون الآن من نهر النيل. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذا الفرع الذي يبلغ طوله 64 كيلومترًا كان يتدفق عبر المنطقة التي تتركز فيها هذه الأهرامات، مما يفسر موقعها الغريب على ما يبدو في الشريط الصحراوي الضيق الحالي.
وتؤدي جسور الأهرامات الأربعة إلى مدخل أطلقنا عليه اسم مدخل الجيزة، ويتصل من الغرب بفرع الأحرامات. تربط هذه الجسور الأهرامات بمعابد الوادي التي كانت بمثابة موانئ نهرية في العصور القديمة. هذه الأجزاء من النهر غير مرئية في صور الأقمار الصناعية الضوئية لأنها محجوبة بالأراضي المزروعة في سهل فيضان النيل. تظهر الصورة معبد الوادي بهرم خفرع (مصدر الصورة: الكاتبة إيمان غنيم).
منذ ما يقرب من ألف عام، بدءًا من حوالي 4700 عام، تم بناء حقول الهرم المصري بين الجيزة واللشت على طول حواف ما يعرف الآن بالصحراء الغربية، وهي جزء من الصحراء الكبرى. ومع ذلك، تشير الأدلة الرسوبية إلى أن نهر النيل كان لديه تصريف أعلى بكثير خلال تلك الفترة، مع انقسام فروع متعددة من النهر الرئيسي.
وفي حين تم التكهن بأن أحد هذه الفروع ربما كان يتدفق بالقرب من حقول الهرم، مما يوفر الوصول إلى طرق المياه والنقل، إلا أن هذه النظرية لم يتم إثباتها بشكل قاطع حتى الآن. تقدم النتائج التي توصل إليها الباحثون تفسيرا معقولا للوضع الاستراتيجي لهذه الهياكل الضخمة على طول ما كان في السابق ضفة نهر خصبة ويمكن الوصول إليها.
قامت إيمان غنيم وزملاؤها بدراسة صور الأقمار الصناعية للعثور على الموقع المحتمل لفرع نهر سابق يمتد على طول سفوح هضبة الصحراء الغربية، بالقرب من حقول الهرم. ثم استخدموا المسوحات الجيوفيزيائية والنوى الرسوبية للتأكد من وجود رواسب الأنهار والقنوات السابقة تحت سطح الأرض الحديثة، مما يشير إلى وجود فرع سابق، يقترحون تسميته “الأهرامات” (أي الأهرامات بالعربية).
ويشير المؤلفون إلى أن التراكم المتزايد للرمال التي تحملها الرياح، والمرتبط بالجفاف الكبير الذي بدأ منذ حوالي 4200 عام، يمكن أن يكون أحد أسباب هجرة الفرع شرقًا وتراكم الطمي في نهاية المطاف.
يسلط الاكتشاف الأخير لفرع نهر النيل القديم، المعروف باسم الأحرامات، الضوء على الموقع الاستراتيجي للعديد من حقول الأهرامات بالقرب من العاصمة المصرية القديمة ممفيس. تركزت هذه الحقول الهرمية على طول شريط معين من الصحراء، ويرجع ذلك على الأرجح إلى قربها من فرع الأحرامات، مما يسهل الوصول إليها والنقل أثناء بنائها.
يحد المجرى المائي لفرع الأحرامات القديم عددًا كبيرًا من الأهرامات التي يرجع تاريخها إلى عصر الدولة القديمة وحتى العصر الوسيط الثاني، والتي تمتد بين الأسرة الثالثة والأسرة الثالثة عشرة. تصوير: إيمان غنيم
علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن العديد من الأهرامات بها جسور تنتهي عند ضفتي نهر الأحرامات المقترحة، مما يشير إلى أن هذا النهر كان يستخدم لنقل مواد البناء. تؤكد هذه النتائج على الدور الحيوي الذي لعبه النيل باعتباره شريان النقل وشريان الحياة الثقافية للمصريين القدماء.
أنظر أيضا: المزيد من أخبار الآثار
علاوة على ذلك، تسلط الدراسة الضوء على كيفية تأثير التغيرات البيئية تاريخيا على المجتمعات البشرية. يؤكد المؤلفون على أهمية البحث المستقبلي لتحديد المزيد من فروع النيل المنقرضة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في إعطاء الأولوية للحفريات الأثرية على طول ضفافها والحفاظ على التراث الثقافي الغني لمصر.
ونشرت الدراسة في المجلة اتصالات الأرض والبيئة
كتب بواسطة جان بارتيك – AncientPages.com كاتب طاقم العمل